الدراسات والبحوث

عبدة الشيطان في ليبيا

مقدمة البحث

**     من خلال متابعتنا الأمنية للظواهر والأنشطة الهدامة التي تظهر أو تبرز من حين لأخر في ليبيا والدول الشقيقة والصديقة وبعض دول العالم الأخرى من خلال تصفح ومتابعة ما يعرض بشبكة المعلومات الدولية،لفت انتباهنا ظهور بعض الجماعات المنظمة وشبه المنظمة بكل من مصر وتونس والجزائر والسودان والبحرين والكويت والمغرب التي تحاول تشويه تعاليم الدين الإسلامي الصحيح لذي بعض الشباب لغرض تشكيكهم في دينهم ونشر الأفكار الإباحية ودعوتهم لإعتناق أفكار ما يسمي ” بعبدة الشيطان ” .

**      ونتيجة لتغلغل أفكار هذه الجماعات ببعض هذه الدول وظهورها بشكل علني لممارسة طقوسها وما ترتب عليه من بلبلة للرأي العام ومشاكل اجتماعية أخرى قامت بتكليف أجهزتها الأمنية لإتخاد الإجراءات والتدابير الإحترازية والأمنية لمكافحتها ومعالجة وضع معتنقي ومروجي أفكارها والتي كان من بينها ضبط أعضائها الخطيرين واحالتهم للجهات المختصة سواء عبر المعالجة والإحتواء أو عبر التحاكم والقضاء .

**      ونتيجة لخطورة هذه الظاهرة علي شبابنا ومجتمعنا العربي الإسلامي وخوفا ً من عبور أفكارها لشبابنا الذين أصبح يلاحظ على بعضهم ظهور هذه المؤشرات التي تدل على تداولهم واستعمالهم  لشعاراتها على ملابسهم وبسياراتهم وجلساتهم العامة المختلطة وخاصة ً بالجامعات لتقليد رموزها ولو بحسن النية ظناً  منهم بأنهم يواكبون الحضارة وخاصة بعد عرض الأشرطة المرئية للتعليق علي مريديها في الفضائيات وكذلك أفلام الفيديو.

**     وحرصا ً منا علي تفادي مخاطرها رأينا ضرورة دراسة هذا الموضوع لتوضيح أبعاده ومخاطره واقتراح بعض المعالجات لمواجهته، من خلال المباحث التالية :-

  • المبحث الأول :- ماهية عبدة الشيطان .
  • المبحث الثاني :- أضواء حول ظاهرة عبدة الشيطان .
  • المبحث الثالث :- منهجية عبدة الشيطان .

 

تمهيد

 

الحرب بين بني آدم وعدو الله إبليس حـرب قديمة بدأت منذ خلق الله آدم ، وأمر ملائكته بالسجود له فسجدوا إلا إبليس ، عليه لعنة الله ، فطـرده الله من رحمته ، وأخرجه من جنته ، عبر مر العصور التاريخية وحتى يومنا هذا انتشرت ظاهرة عبدة الشيطان بشكل رهيب خصوصاً بين طلاب الجامعات في مختلف دول العالم  وذلك بأنهم يعبدون الشيطان وكانوا يعتبرون شكله كشكل ذكر الماعز ورمزهم الصليب المقلوب أو المعكوف وكانوا يتقربون له بممارسة الطقوس الغريبة كشرب الدم وممارسة الرذيلة وسماع الأغاني الصاخبة التي تعبر عن ظهور الشيطان وإنهم يؤمنون بالأبدية وأن الموت راحة لهم لأن الشيطان سيخلصهم من الحياة البائسة وغيرها من تفكيرهم، ويوجد الكثير من الفرق الأجنبية التي يستمع إليها الشباب تدعوا إلى عبادة الشيطان حيث إنها  تدعو بشكل غريب في موسيقاها وأغانيها لهذه العبادة الضالة لأن النهاية سوف تحررهم من الفراغ الذي يملأ حياتهم والموت سوف يشعرهم بالدفء حينها سوف يقولون فقط وداعاً للحياة .

وعندها أقسم الشيطان لرب العالمين بعزة الله ليغوين بني آدم أجمعين ، وأنه لن يتـرك بـاب فسـاد إلا فتحه لهم ، ولن يدع جهة شر يمكنه أن يأتيهم منها إلا فعل ، ومن يومها  بدأت   المعركة، ولقد نجح إبليس في مهمته نجاحاً منقطع النظير ، واستهوى الناس وأغواهم بشتى الطرق ، ولبَّسَ عليهم بمختلف الحيل حتى أضلهم عن سواء السبيل،ولم يعد عجباً أن تسمع عن أناس يعبدون الحجر أو الشجر ، وآخرين يعبدون الشمس أو القمر ، وقوم يعبدون البقر وهناك أقوام عبدوا الفئران وكل هذه عبـادات شيطانية ولكن في صورة ملتوية شيئاً ما ، ومهما يظن عاقل من العقلاء  فما كان يظن أن يُتخذ الشيطانُ إلهاً معبـوداً ، وربَّاً مرغوباً مرهوباً ، تقـام له الطقـوس ، وتقدم له القرابين ، ويُبذَل قصارى جهده  لنيل محبته ورضاه .

 وظهور ظاهرة عبدة الشيطان في العديد من الدول العربية من بينها الدول المجاورة لليبيا مثل ” تونس ، مصر ، الجزائر . السودان ” يعد ناقوس خطر علي ليبيا من هذه الجماعات وخصوصاً في الوقت الحالي حيث أن من أهدافه هدم أركان الدولة فمن خلال استقراء بعض المقالات التي كتبت في الصحف العربية التي ظهرت بها هذه الظاهرة نلاحظ بأن هذه الجماعات تتحرك وتنتشر بطريقة منظمة وليست عشوائية أو وليدة الصدفة وبما أن الشباب هم مصدر القوة التي يعتمد عليها في إدارة الصراع العربي مع أعداء الأمة وتدمير الشباب وتحطيمهم يعد هدفا ً استراتيجيا َ لكل من يسعي إلي تدمير الأمة العربية  .

المبحث الأول :- ماهية عبدة الشيطان 

 أولا :- التعريف

عبدة الشيطان هم قوم اتخذوا من إبليس ( لعنه الله ) معبوداً ، ونصبـوه إلهاً يتقربون إليه بأنواع القرب ، واخترعوا لهم طقوساً وترَّهات سموها عبادات يخطبون بها وُدَّه ، ويطلبون رضاه.

كتابهم ” الإنجيل الأسود ” من تأليف اليهودي (انتون ليفي) مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو سنة 1966م مع أنه ملحد غير مؤمن بشيء ومنهم طبقات ما يسمي بالأمير والشر الأعظم “حركش “ووجب التنبيه والتنويه أن هناك بعض الباحثين يخلطون بين الشيطانية الجديدة والديانة الإيزيدية القديمة وهي ديانة غير تبشيرية حيث لا يستطيع الأشخاص من الديانات الأخرى الإنتماء إليها وبالتالي لا وجود لإرتباط أو نشاط بين هذه الجماعات الجديدة من عبدة الشيطان وأتباع الديانة الأيزيدية إلا من حيث  الإشتباه في تشابه بعض الأفكار والمعتقدات.

 ثانياً :- النشأة .

          

هذا الفكر المنحرف فكر قديم ، ولكن اختلف المؤرخون في نشأته وبداية ظهوره ، فذهب بعضهم إلى أنه بدأ في القرن الأول للميلاد عند ” الغنوصيين ” وهؤلاء كانوا ينظرون إلى الشيطان على إنه مساو ٍلله تعالى في القوة والسلطان ، ثم تطور هؤلاء إلى ” البولصيين ” الذين كانوا يؤمنون بأن الشيطان هو خالق هذا الكون ، وأن الله لم يقدر على أخذه منه ، وبما أنهم يعيشون في هذا الكون فلا بد لهم من عبادة خالقه ” المزعوم ” إبليس ، كما وجدت تلك العبادة في بعض ” فرسان الهيكل ” الذين أنشـأتهم الكنيسة ليخوضوا الحـروب الصليبية سنة 1118ف ، وهزمهم صلاح الدين عام 1291ف ، وقـد أُعدم رئيسهم ” جـاك دي مولي”  وأتباعه ، وقد صوروا الشيطان على شكل قط أسود ، ووجدت عندهم بعض الرموز والأدوات الشيطانية كالنجمة الخماسية التي يتوسطها رأس الكبش كما يقول “داني أوشم”  .

وقد اختفت تلك العبادة لزمن طويل،ولكنها بدأت تعود في العصر الحديث بقوة حتى وجـدت منظمات شيطانية لعبدة الشيطان كمنظمة (ONA ) في  بريطانيا  و ( OSV ) في ايرلندا ، و” معبد سِت”  في أمريكا ، و” كنيسة الشيطان ” وهي أكبر وأخطر هذه المنظمات جميعاً ، قد أسسـها الكاهن اليهودي الساحر( أنطون  لافي ) سنة 1966 ، ويقدر عدد المنتمين إليها اليوم بـ 100 ألف عضو ، ولها فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا .

واستناداً إلى ذلك نجد أن الدول والحضارات التي ظهرت فيها عبادة الشيطان }الحضارة المصرية القديمة، الحضارة الهندية، الغنوصية، وهي كلمة يونانية الأصل “غنوصيص” بمعنى المعرفة، وفي القرون الوسطى ظهرت في أوروبا وحديثاً ظهرت في بريطانيا، الولايات المتحدة، والمجتمعات الإسلامية مثل مصر * الأردن * لبنان * البحرين * الكويت * المغرب * الجزائر * تونس* تركيا * ماليزيا.

أما في الإسلام فكان أول ظهور لهذه الظاهرة في المجتمع الإسلامي الناشيء كما يرى بعض الباحثين أنها ديانة مستقلة من الأساس حاول بعض أتباعها تكييفها ودمجها في المجتع الإسلامي الجديد واعطاءها صبغة من التصوف الإسلامي لتكون مقبولة ومعترف بها وايمانهم حول ابليس مختلف عن ايمان باقي الديانات السماوية فهم يقدسون الشيطان ويسمونه طاووس الملائكة (ورد في الأثر) أو ملك الطاووس ويؤمنون بتناسخ الأرواح واستمرارية الحياة ولا يؤمنون بالآخرة،ولا يستخدمون الكلمات التي بها حرف الـ (ت) وحرف الـ (ش) ويعتقدون بأن الشيطان هو الأقوى والأكمل ايمانا وأنه نجح في الإختبار برفضه السجود لأدم فلم يسجد لغير الله.

ثالثاً :- فلسفتهم في الحياة .

       

بما أن عبـاد الشيطان قوم لا يؤمنون بالله ، ولا بالآخرة ، ولا بالحساب والجنة والنار، فتجد  قاعـدتهم الأساسية هي التمتع بأقصى قدر من الملذات قبل الممات كما يقول اليهودي ” لافي ” في كتابه ( الشيـطان يريدك الحياة وهي الملذات والشهوات ، والموت هو الذي سيحرمنا منها ، لذا اغتنم هذه الفرصة الآن للإستمتاع بهذه الحياة ، فلا حياة بعدها ولا جنة ولا نار ، فالعذاب والنعيم هنا) .

 

رابعاً:- أسباب هذه الظاهرة.

      

لا شك أن لوجود هذا الفكر المنحرف بين أبناء المسلمين عدة أسباب أهمها غياب الثقافة الإسلامية  بلا شك ، و أخري نوجزها في الاتي :-

  • الإنفتاح الإعلامي الرهيب بدون أي قيود ، ونشر الإباحية بصورة كبيرة ، وإثارة النزوات ، ونشر الفكر الهابط من أغاني ماجنة ، وأفلام ، وكتب ومجلات ذات محتوى هابط .
  • إباحية بأيسر السبل وأزهد التكاليف.
  • سياسة تجفيف المنابع الإسلامية في بعض الدول ، وكذلك تحجيم دور الدعاة ، ومنع وصول المفاهيم الشرعية إلى الناس .
  • الإختلاط الذي عم جميع البلاد ، مع السفور الشديد وذهاب الأخلاق.
  • الدعوة المشبوهة للدفاع عن حرية الفـكر والإعتقاد .
  • الحرية المطلقة والدلال الزائد للأبناء, وعدم مراقبتهم.
  • رفقاء الســوء ، وسؤ التربية.
  • وسائل الإعلام والقنوات الإباحية.
  • ضعف الوازع الديني ، أي ترك واجبات الدين فيكون الشخص فريسة سهله لوسوسة الشياطين .
  • ألعاب الكمبيوتر التي تعلم كيفيه عبادة الشيطان .

       و يرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى الأهل وغياب مراقبتهم لأولادهم ، فالأب غير موجود في حياة الشاب أو الشابة و الأم مشغولة في عملها أو تحررها ، فماذا يفعل الإبن ، فالمال من حوله كثير و الرقابة غائبة و أصحاب السوء يلعبون من حوله وأهم من هذا لا يوجد رادع أخلاقي أو وعي لأنه لم يتلقى هذه التربية من الأسرة .

 

خامساً :- فكرهم حول الإنسان.

   

يقولون إن الإنسان ما هو إلا صورة مصغرة للكون، فهو كون مصغر يشبه تماماً ذلك الكون الكبير ينادون بأن ذلك الكون الكبير أزلي أبدى ، وعليه فالإنسان أزلي أبدى، أي أنه إله لا بداية له ولا نهاية ،ويقولون أنه يجب على الإنسان أن يتخلص من خوفه من الموت ، فالموت ليس النهاية لكنه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة وينادون بأن الخطية ليست إلا بدعة بشرية أخترعها الإنسان وصار لها عبداً يخاف منها، فلا يوجد ما يسمى خطية أو شر ،وبما أنه لا خوف من الموت ولا وجود لمعنى الخطية ، إذاً فالانتحار ليس خطية ولا يعتبر تقديم الذبائح البشرية جريمة أو قتلاً ،وغاية الصلاة في عبادة الشيطان هي الوصول إلى ما يسمونه ( النور ) وذلك عن طريق الدخول في حالة النشوة والكمال أو الصفاء الذهني ، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى أو الخمور أو المخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسية الطبيعي منها والشاذ أيضاً ، الفردي والجماعي .

 

المبحث الثاني :- أضواء حول عبدة الشيطان 

 

أولا :- المستهدفين.

     

المستهدفين للإنضمام لهذه الجماعات للأسف هم من فئات الشعب و خصوصا فئة الشباب الذين أغواهم الشيطان وملأ قلوبهم  وعقولهم بسبب  قلة الإيمان و فقدانه من القلوب.

 

ثانياً :- أساليب التجنيد.

 

من أساليب جذب المراهقين إليهم هي إغوائهم بالموسيقى والحفلات ثم يقومون باختباره واستدراجه وحين يريدون معرفة ولائه وحبه لهم يأمرونه بقتل إنسان عزيز عليه ، مثل والديه وأصدقائه وحين يفعل ذلك يقومون بحفل كبير له ويأتي قديسهم مرتديا المعطف الأسود ويجرح يده بالسكين ويضع دمه في إناء ثم يقومون بالشرب من دمه جميعا ، ويقولون بأن ذلك هو رمز الوحدة بينهم ، أي من يتم تجنيده يمر بالمراحل الآتية :-

  1. تقدم لهؤلاء الشباب دعاوى لحضور حفلات عامة أو خاصة وبالطبع لا تظهر كل أشكال ومظاهر العبادة الشيطانية في هذه الحفلات .
  2. يتم تقييم الأفراد الجدد وفرزهم وانتقاء المناسب منهم، ثم يتم التعارف عليهم وتعريفهم بالجماعة تدريجياً ، حتى يصبح العضو الجديد جاهزاً تماماً للانضمام الكلى للجماعة .
  3. بعد طقوس الإنضمام تكشف الجماعة عن كل ممارساتها الشيطانية للعضو الجديد، الذي يجد نفسه متورطاً تماماً مع الجماعة فلا يستطيع أن ينسلخ منها بعد ذلك .

 

ثالثاً :- علاقتهم بــ “”اللـــــون الأسود””.

 

 يرتبط لديهم اللون الأسود ، بالشر، والموت، والسحر، والظلام ،أغلبهم هم من فئة المراهقين الضالين والمنحرفين الذين يحملون حقد وغضب على المجتمع والأهل .

 

رابعاً:- أشكالهم.

 

أشكالهم مقززة، أما ردائهم فيحتوي على اللبس والجلد الأسود دائما الذي عليه نقوش الشيطان والمقابر والموت، ويضعون الكحل  والمناكير الأسود والروج الأحمر أو الأسود والبودرة البيضاء،والسلاسل الفضية بأشكال غريبة وبكرة على الرقبة وتخريم الأذن واللسان ، والحاجب والأنف ، ويرسمون ألا وشام على أجسامهم بكثرة،وتجريح اليدين ،والشعر الأسود الطويل ، حبهم للهياكل العظمية والجماجم ، يلطخون أجسادهم بدم الحيوانات ، ولديهم قصات معينة للشعر، رسوم جنسية أو رسمة الجمجمة والعظمتان علامة خطر الموت،أساور وقلائد وخلاخيل ذات تصميمات معينة تشير إلى أُمور خاصة بعبادته ،وبالطبع هناك الكثيرين من حولنا يستخدمون هذه الرموز والإشارات دون أن يدركوا أنها تختص بمثل هذه العبادة ، وهكذا فإبليس يقيدهم ويستخدمهم دون أن يدركوا، فلو نظرنا إلى واقعنا لوجدنا بأن هذه الظاهرة بدأت في النمو الخفي بمجتمعنا ومن يقوم بها لا يعرف أبعادها إنما غايته التقليد الأعمى ولكن نخاف أن تتطور هذه الظاهرة وتجد ارض خصبة للنمو ، وبالتالي يصعب القضاء عليها .

 

خامساً :- عبدة الشيطان والموسيقي .

     

لعبدة الشيطان شعراء متخصصون في كتابة الكلمات التي تعظم الشيطان وتسب الرحمن ، وتثير الغرائز وتلهبها ، كما أن لهم ملحنين دمجوا تلك الكلمات بموسيقى صاخبة ذات إيقاع سريع ، وهو ما يميـل إليه شباب هذا العصر ، وأكثر ما يسمع عبدة الشيطان موسيقى ” الهيفي ميتال ” وموسيقى ” الهارد روك ” وقد ارتبط هذا النوع من الموسيقى بعدة جرائم قام بها شباب في عمر الخامسة عشرة إلى السابعة عشرة ينتظر عدد منهم حكم الإعدام على جرائم تقشعر منها الأبدان،ولا يقصـر عبدة الشيطان موسيقاهم على أنفسهم بل يقيمون الحفلات العامة ، وينشرون في الأسواق أغانيهم التي تدعو لتمجيد الشيطان والدعوة للجنس والقتل والانتحار، يؤكد ذلك ما قاله ( كلين بنتون ) قائد فرقة ( deicide ) معني اسمها (قاتل الإله) عندما سئل عن أهداف فرقته  قال  وضع موسيقى تدعو إلى الشر بقدر المستطاع ، لكي نفوز بالدخول إلى جهنم من أبوابها السبع .

      فموسيقاهم ذات الصخب العالي تصم الآذان، وأغانيهم تنشر أفكارهم ويدعون إلى دينهم بكلمات وأغاني تقديس” للشيطان” كلماتها تحث على ، العنف والقتل والكفر والانتحار وان من يواصل الاستماع لموسيقى البلاك ميتال و الهافي ميتال معرض إلى الإصابة ” بالمس الشيطاني”.

 

المبحث الثالث :- منهجية تنظيم عبدة الشيطان 

 

أولا :- رموزهم.

 

إنه لمن الصعوبة أن تُترجم جميع الكتابات أو الرموز السحرية التي يستخدمها عباد الشيطان ، لأن هذا يحتاج إلى ساحر متضلع في لغة السحر ، كما أنها قد كُتبت بحروف ورموز سرية لا يعرفها إلا السحرة الكبار الذين حازوا على الدرجات العليا في هذا العلم ، ولكننا سنلقي الضوء على المشهور منها  :-

  • رأس الكبش :-

      من أشهر رموز عباد الشيطان ، فرأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان، ويعد رمزاً مقدساً ، لأنه يمثل الشيطان نفسه .

– الهلال والنجمة:-  

    شعار مشترك بين الماسونية وعباد الشيطان ، وهو يمثل آلهة القمر (ديانا) وإلهة الحب (فينوس)، وهو الأكثر استعمالاً عند الساحرات .

– العين الثالثة :-

     شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان ، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي.

– منطقة الجنس :-

      هـذا الشعار يرمز إلى أن المنطقة خاصة للطقوس الجنسية فقط،منطقة القداس  الأسود .

– الصليب المعكوف :-

      شعار مشترك بين النـازية وعبـاد الشيطان ، ويرمز للشمس والجهـات الأربع.

– الصاعقة المزدوجة :-

      شعار مشترك بين النازية وعباد الشيطان .

– نجمة داود  :-

شعار مشترك بين اليهود وعبـاد الشيطان ويستعمل في الطقوس السحرية ، من الرموز المتداولة بكثرة بين عباد الشيطان وقد أخذه اليستر كرولي من الإنجيل كما يستخدم الرمز “FFF” ذلك لأن ( F ) هو الحرف السادس من الأبجدية الإنجليزية،أخذه عباد الشيطان من قدماء المصريين،وهو رمز الحياة ويمثـل الجزء العلوي الأنثى والجزء السفلي الذكر وهو رمز للتكامل بين المتضادات في الكون .

– المذبح  :- 

ويبنى عادة من الرخام أو الجرانيت ، تتوسطه حفرة على شكل نجمة خماسية وحولها دائرة وهناك أدوات تكون عـادة على المذبح مثل : خنجر أو سيف ذو مقبض أسود نقشت على شفرته آيـات شيطانية ، شموع سوداء ، أسياخ من حديد للتعذيب ، وكأس من الفضة لشرب الدماء . أما الرموز التي على المذبح فتختلف باختـلاف الفرقة الشيطانية.

 

 

ولو لاحظنا بعض السلع التي تباع في محلاتنا وأسواقنا لوجدنا أن بعضها يحمل هده الشعارات تجد الشباب يتسارعون لشرائها ويتفاخرون بلبسها أو تداولها ظنا ً منهم بأن مواكبة الحضارة تتطلب حيازة واستعمال هذه الرموز .

 

ثانياً :- أعيادهم.

     

عنـدهم عدة أعياد في السنة أشهرها عيد كل القديسين أو الهالوين ويزعمون أنه يوم يسهل فيه الإتصال بالأرواح التي تطلق في هذه الليلة ، لهم 22 عيداً و أشهر أعيادهم هو Halloween   الهاليويين .

 

ثالثاً :- طقوسهم.

 

أما الطقوس والمراسم فهي بين أمرين : طقوس جنسية مفرطة ، حتى إنها تصل إلى درجة مقززة ،و طقوس دموية يخرج فيها هؤلاء عن الآدمية إلى حالة لا توصف إلا بأنها فعلاً شيطانية ، التي أدناها شرب الدم الآدمي المأخوذ من جروح الأعضاء ، وأعلاها تقديم القرابين البشرية خاصة من الأطفال  بعد تعذيبهم بجرح أجسامهم والـكي بالنار ، ثم ذبحهم تقرباً لإبليس ، وقد أشار المؤلف البريطاني المعاصر ” بنثورن هيوز ” أنه حتى القرن السابع عشر ، كان هناك قدر كبير من الرقص الطقوسي في الكنائس الأوروبية ، وكان الإنغماس العميق في الرقـص يؤدي إلى انحـلال قيـود الساحرات ، وتفكك قواهـن استعدادا لبلوغ قمة السبت ، وتلك هي ذروة الطقوس التي يضاجعهن فيها الشيطان ، ويغرق معهن في أشد الملذات الحقيرة إثارة ، ثم ينتهي احتفال السبت بعربدة جنسـية عارمة لا قيود لها،ويبدو أن هذه الطقوس مازالت مستمرة حتى أيامنا هذه .

*فعند تجمعهم وممارسه طقوسهم يقومون بعدة أمور نذكر بعضها :-

  1. تعاطي المخدرات و تناول الخمور بكميات كبيرة وبشكل جماعي.
  2. دوران الرؤوس ورقص قوي وهائج و تحريك الرؤوس بعنف بقوة و الأعين مغمضة.
  3. رفع أذرعهم إلى الأعلى لـيدعون شيطانهم الأكبر.
  4. يرسمون في الهواء بأيديهم تحية الشيطان.
  5. الممارسات الشاذة والدعارة الجماعية حتى مع الحيوانات .
  6. تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح القطط و الكلاب وهم يظنون أنها حارسه لعالم الشياطين ودهن دمائها بأجسادهم
  7. الذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى .
  8. يأكلون لحم البشر و شرب الدم.
  9. حبهم للظلام واستعمال السحر الأسود.
  10. يذهبون للصحراء والكهوف ويعيشون فيها أياما بالظلام بدون نور .
  11. علامة السلام بينهم هي رفع أصابعهم بحركة الشيطان .
  12. ذبح طفل رضيع وسكب دمائه في كؤوس وشربها .
  13. تنكيس الصليب.
  14. استحضار أرواح الشر وممارسة الشعوذة والسحر الأسود.
  15. اجتماعاتهم كل  يوم13 من كل شهر ،واقل عدد في الاجتماعات يكون بين 7 و8 أفراد .
  16. صلواتهم قريبه من النصارى.

ولو نضرنا إلي بعض الشباب في مجتمعنا للاحظنا انهم يقومون ببعض هذه الطقوس بدون شعور منهم بأنها طقوس شيطانية .

 

رابعاً:- أرقامهم المقدسة

 

أرقامها المقدسة هي :-

7/ 13/ 666 والرقم 666 يعني بـ الشيطان .

 

الخلاصة والرأي

 

لقد كنـا نظن أن عبـادة الشيطان ستقتصر على الغربيين فقط نظراً للخواء الـروحي ، والتحريف بل التخريف الديني ، وانقطاع الصلة بالله ، وأن أهل الإسلام وأبناءه في معزل عن ذلك البلاء ، ولكننا فوجئنا بالصحف تخبرنا بأن هذا الوباء والبلاء قد طال بعضاً من أبناء المسلمين.

لقـد لاحظنــا تصرفـات غريبة على بعض الطلبة الليبيين بجامعة طرابلس (الفاتح سابقاً) القاطع ( ب ) يدرسون بكلية اللغات قسم اللغة الفرنسية يمارسون طقوس غربية داخل الجامعة منها حرصهم على ارتداء ملابس تحوي بقعا سوداء وشعارات تشبه ما يرفعه أنصار هذه الظاهرة في الغرب ، وبتاريخ 22. 3. 2010م بمقهى المزرعة بكلية الزراعة بنفس الجامعة  تم ملاحظة طالبان وطالبة تظهر عليهم طقوس هذه الظاهرة حيث يرتدي أحدهما قبعة سوداء مليئة بالجماجم والسلاسل وخواتم ، أما الطالبة ترتدي خواتم وطوق بيدها نفس التي يرتدها أنصار هذه الظاهرة ، الأمر الذي دفعنا إلى التنبؤ بخطر هذه الظاهرة .

إلا إن منع أي ظاهرة منعا ً باتا ً أمر غير ممكن، ولكن يجب التضييق علي فرص حدوثها وعدم تهيئة الظروف التي تمكن الفرد من ارتكابها والسعي إلي اكتشاف أية تدابير تحد من نموها قبل دخولها مرحلة التنفيذ ، فمن واجبنا التنبؤ بالأحداث والإنذار بوقوعها قبل حدوثها من خلال تحليلات واحتمالات لمجري الأمور، زد علي ذلك نجد عدة مؤشرات أمنية إضافية داعمة لإمكانيات صدق التنبؤ ما لم تتخذ خطوات أو إجراءات وقائية تحول دون استفحال الخطر أو استشرائه وانتشاره ومنها علي سبيل المثال ظهور هذه الظاهرة في كل من تونس ومصر والجزائر، فيجب علينا نحن ككوادر علمية أن نتقدم إلى الأمام ونتجاسر لدك حصون المجرمين العابثين بالقانون والمنحرفين الذين يروجون بضاعتهم الفاسدة داخل مجتمعنا المحافظ والمتماسك كوطن للجميع.

فمحاربة الظواهر الهدامة واجب مقدس ووشاح شرف تقلدناه لنكون الدرع الذي يقي هذا المجتمع من الخبائث حتى نساهم في بناء المواطن الصالح الصاعد بعون الله ونقضي على كل رموز الفساد التي تحاول شدنا إلى الوراء، والله قادر على أن يحمي عباده المسلمين من شرورهم ودائماً يد الله هي العليا.

 

واستناداً إلي ما ذكر نقترح التعامل مع هذه الظاهرة بطريقتين:

 

*الطريقة الأولى خاصة بالدولة والمؤسسات ما يلي :-

  • تفعيل التعاون الأمني مع الدول المجاورة ووضع آليات تساعد في انسياب المعلومات وتبادلها حيال هذه الظاهرة.
  • اختراق هذه الجماعات في الداخل أن وجدت والخارج .
  •  تكوين لجنة أمنية مشتركة لدراسة الظاهرة علي الطبيعة وتوعية أعضاء الأمن لاستطلاع وتحسس الوضع علي الطبيعة. 
  • محاولة وضع حد لمختلف السلع التي تستورد من الخارج وتحمل رموز هذه الظاهرة وذلك بمخاطبة مصلحة الجمارك من أجل سن لوائح تمنع دخول أي سلعة تحمل رموز هذه الظاهرة.
  • إعداد برامج تربوية هادفة في سياق المناهج التعليمية بمستوياتها المختلفة تهدف إلي نشر التوعية بين الفئات الطلابية وبيان خطر هذا التنظيم وجوانبه السلبية على المجتمع بأسره.
  • المتابعة الأمنية للأشخاص الذين يظهر عليهم التحلي بشكليات أتباع هذه الظاهرة .
  • نشر الوعي الأمني بين المواطنين لضمان مشاركتهم الفعالة لمكافحة هذه الظاهرة .
  • حظر بيع الأشرطة والإسطوانات الخاصة بأغاني الروك .
  • التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمكافحة هذه الظاهرة للقيام بمبادرة لوضع سياسة أمنية فعالة وعاجلة كخط دفاعي ضد هذه الموجة وذلك للحفاظ علي وطننا ليبيا  من الحركات الهدامة .

 

*الطريقة الثانية خاصة بالأهل والوالدين:

– تأصيل التربية الإيمانية والروحية:يتلقى الأطفال تعليمهم المبدئي الذي يزرع في نفوسهم وينمو مع الوقت ليكون شجرة المعرفة والقيم التي يستظل بظلالها ويفيء إليها من قيظ وحرارة الأفكارة المشككة والدعوات الهدامة.

-تأصيل دراسة القواعد العقلية:إن دراسة علم المنطق يكون لدى الشاب ميزان عقلي ثابت وراسخ يستطيع من خلاله أن يزن الأمور ويستنتج نتائج منطقية طبقا لمقدماتها ووفق القواعد الصحيحة لتلقف الأفكار والقبول بها ومناقشتها,بعيدا عن سيطرة الغرائز والشهوات التي تفقد الإنسان عقله واتزانه وما يميزه عن بهيمة الحيوان.

-توفير وايجاد حياة مستقرة: إن الضغوط والاضطرابات النفسية وخاصة في فترة المراهقة وما يمر به جسم الإنسان من تغيرات فيزولوجية تؤثر على طريقة تفكيره ونظرته إلى الأمور ولذا على الأهل تعلم الأساليب العلمية الصحيحة والدخول في دورات تدريب خاصة متوفرة في عصرنا الراهن حتى على شبكة الانترنت تعلمهم فن التعامل مع أبناءهم فلكل مرحلة من مراحل الإنسان طريقة مختلفة في التربية والسلوك.

-تقوية رابطة الإنتماء: إن العلاقات الإجتماعية فيما بين الفرد وأقاربه ومعارفه وبني جلدته وأهل عقيدته ودينه هي أول ما يسعى كل صاحب برنامج هدام إلى تفكيكه وتدميره حتى يتسنى له افراغ وتحميل ما يريد من أفكار فالشاب الضائع والفارغ كالشارد من القطيع أول ما يسقط فريسة للمفترسين.

-عامل الفراغ والوقت: إن حياة الشاب بدون هدف وبدون برنامج وبدون خطط وبدون جدول زمني ينظم له يومه تجعله يقع في دائرة الإستهداف ومحل تأثير بسهولة,إن ملء وقت الفراغ للشاب وادخاله في برامج رياضية أو ندوات ثقافية أو رحلات ترفيهية هو عامل اساسي في نموه وصحته النفسية والعقلية وبذلك نضمن تحصينه ونموه بالشكل السليم.

————————————————————————————————————————-

#فريق_البحث_الأمني_بالمركز.

ملاحظة: حقوق النشر متاحة شريطة ذكر المصدر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى