الدراسات والبحوث

الإخوان المسلمون النشأة والتطور (3)

إستراتيجية التنظيـم لجماعة الإخوان

 

يعتمد الإخوان المسلمون على المرحلية وطول النفس مثلما يعتمدون على مسايرة نظام الحكم والتعايش معه، ويستخدمون سلوك الهدوء والدقة في الحركة،وشعارهم استمرار النشاط ولو بعدد قليل من العناصر ولا يلغونه وإنما يعلقون حركتهم الميدانية لفترة إذا ما تعرضوا لمواجهة أو ضغط أمنى عليهم ، حتى يهدأ المناخ الأمني ويكون ملائما للحركة من جديد،ويتولى الإعداد لهذه الإستراتيجية مكتب خاص يسمى ( مكتب التخطيط  ) وتنقسم إستراتيجية التنظيم إلى ثلاثة مراحل  :

  • مرحلة التأسيس والإعــــــــــداد.
  • مرحلة الإنفتاح.
  • مرحلة تأسيس الدولــــــــــــــــة.

ويركز التنظيم في إستراتيجيته في المرحلة الأولى على وجه الخصوص باعتبارها نواة المراحل اللاحقة وتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى كشف التنظيم أو وضع أحد أعضائه موضع سؤال من الأمن،وذلك بعدم محاولة استقطاب أو مفاتحة أي شخص مشبوه ،وعدم مخالفة قرارات وقوانين الدولة كالتجول بدون مستندات شخصية أو بمستندات منتهية الصلاحية مثل البطاقة الشخصية وجواز السفر ورخصة القيادة أو التميز بشكليات معينة كالإلتحاء والإزار أو التجول في ساعات متأخرة من الليل خاصة أثناء ظروف التشديد الأمني،ولإستمرار هذه الترتيبات وتذكير أعضاء التنظيم بها بين الحين والآخر وإضافة ما يستجد من ترتيبات أمنية،أعتمد التنظيم في هيكلته كادر خاص بذلك وهو (المكتب الأمني ) وتلقى أعضاؤه دورات أمن إخوانية في مصر.

إضافة إلى الإستراتيجية العامة،فقد أضاف التنظيم مسار إستراتيجي خاص باستغلال مهنية أعضائه من الأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة الطبية وبعض الكليات الأخرى والذين يشكلون عدد كبير من المنتمين إليه، لاستثمارهم في انتقاء واستقطاب العناصر وأنشئوا ما يسمى بـ ( الرابطة الطبية ) لأعضاء التنظيم، ونال عضويتها جميع الأطباء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة الطبية المنتمين للتنظيم ، وأوكلت لها المهام التالية :

-تحريض الأطباء العاملين في المستشفيات العامة من المنتمين للتنظيم بمساعدة المرضى والتدقيق في العلاج باستخدام كافة الوسائل والأساليب التي ترضي المرضى وتكسب ودهم والثناء عليهم دون الآخرين.

-تحريض الأطباء أصحاب العيادات الخاصة أو العاملين بها من المنتمين للتنظيم على تقديم المساعدات للمرضى المترددين على عياداتهم ، وتقديم الخدمات العلاجية المجانية لغير القادرين منهم للرفع من مكانتهم في المجتمع.

-تحريض أعضاء هيئة التدريس بالكليات وخاصة بالجامعة الطبية المنتمين للتنظيم على مساعدة الطلاب المستقطبين بتمييزهم عن بقية زملائهم وفتح المجال لهم لاستغلال كافة إمكانيات الجامعة في المعامل والمختبرات وإعطائهم الدروس الخصوصية ليكونوا متفوقين.

بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم تحريض أعضاء هيئة التدريس بما فيهم الشريحة الأعضاء في الرابطة الطبية المنتمين للتنظيم على انتقاء طلاب من الكليات وتقديم المساعدات لهم لكسب احترامهم وثقتهم وتأهيلهم للإستقطاب للتنظيم، وتحريض أعضاء التنظيم بصفة عامة على استغلال الثغرات في السياسة العامة للدولة تجاه بعض الناس، بمد يد العون لهم في المناسبات، والتعاطف مع من يقع له مكروه، ونقد السلبيات الإجتماعية مثل،الرشوة ، الانحلال الأخلاقي ، الفساد الإداري ، الوساطة والمحسوبية ، حتى يكون لعضو التنظيم مكانة جيده ويكسب احترام الناس في الحي الذي يقيم فيه.

 

 الحلول المقترحة لمواجهة فكر الإخوان  

    بعض الحلول لمواجهة فكر الإخوان خلال برنامجنا اليومي :-

  1. استعمال لغة بسيطة مع الناس في الشارع وعلى المقاهي لشرح ما يمس حياتهم اليومية ، والتأكيد على أن برامج الإخوان لن تحل مشاكلهم وهي فعلا كذلك ، لأنه لا يوجد برامج من الأساس.
  2. شبكة الانترنت تكسب كل يوم عشرات الآلاف من الشباب الجدد ، وهؤلاء ثروة يجب التوجه إليها بخطة واضحة ومعلنه وحقيقية تماشى مع عقله ومصالحه وعلينا إن نلاحظ إن نسبة الوعي ارتفعت عن ذي قبل حتى في أوساط الاميين ، وهذا يصب في صالح قوى التقدم والحداثة .
  3. التركيز على شباب الإخوان ، فالجيل الجديد مختلف ومتمرد ويقبل النقاش .
  4. إتباع لغة واضحة مباشرة و قصيرة و محددة و مدعمه بالإحصاء والأرقام في التعامل مع الجيل الجديد حيت  إن السب والشتم ليست هي الطريقة المثلى لكسب الناس ، بالإضافة إلى افتقادها لأبسط قواعد الحوار والأدب مع الآخرين .
  5. المواجهة بالعنف مرفوضة إذا واجهت الفكر بالسلاح انتصر الفكر حتى لو كان فكرا سيئ السمعة ، إذا قضيت على الدولة الأيدلوجية بالسلاح تاركا أساسها الأيدلوجي فأنها ـ أي الدولة ـ لا تلبث أن تنهض طالما بقى بناؤها الأيدلوجي قائما وقادرا على خلق الأنصار والأتباع أي يجب مواجهة الفكر الوهابي الذي تقوم عليه أيدلوجيتهم .
  6. لا تستهينوا بالكلمة فلها فعل السحر ، لا تستهينوا بشبكة الانترنت ، فهي التي تحمل الكلمة إلى قلوب وعقول ووعي الناس في كل مكان وهي السفير الذي لا يعرف حدود ولا يحتاج إلى تأشيرة دخول العلم كلام والأديان كلام ، المهم من يترجم هذا الكلام إلى وعى ويخترق به عقول الناس .

      هذه نبذة عامة عن النشأة والمراحل والإسترتيجية وبعض الحلول وفي الجزء اللاحق سوف نخصصه لنشأة هذا التنظيم في ليبيا .

(3) من (4)


#فريق_البحث_في_الأيدلوجيات_والتنظيمات_بالمركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى