مقالات

صفات رجل الأمن ومسؤلياته

مركز السلام والتنمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

من خلال هذا المقال سوف نلقي الضوء على المسئوليات الجسام الملقاة على عاتق أعضاء الأمن الداخلي والصفات التي يجب أن يتحلى بها كل عضو حتى يتمكن من أداء عمله على الوجه المطلوب وبالمستوى الذي يحقق أسمى غايات هذا الجهاز في إرساء العدل والأمن والطمأنينة في المجتمع الليبي وحمايته من شرور الأعداء المتربصين به،وتحصين المواطن ضد الثقافات المسمومة والبدع الخرافية التي تستهدف تخريب العقول والاستلاب الفكري وضرب التركيبة الداخلية للمجتمع .

الواجبات والصفات التي يجب أن تتوفر في أعضاء الجهاز والمؤهلات الأساسية التي ينبغي أن يحرص كل عضو على التحلي بها أثناء القيام بواجبه على أحسن ما يرام والتي نلخصها في النقاط التالية:-

أولا : الحس الأمني والإلتزام باليقظة

يجب أن يتحلى العضو بالحس الأمني والإلتزام التام باليقظة بصورة مستمرة على مدار الساعة وفي كل مكان في البيت والشارع والمدينة وداخل كل ربوع الوطن وخارجه وأن يتصف بالتحفيز المستمر لأداء عمله بكل حيطة ويقظة وحرص على تجميع أكبر قدر من الملاحظات وصياغتها في تقرير شامل ووافي وأن يكون متصفا بأقصى درجات الموضوعية ومتضمنا لمعلومات ذات قيمة .

ثانيا : المحافظة على السرية

أهم متطلبات العمل في الجهاز باعتباره جهازا سرياً يتولى مهام الآمن السياسي وما يفرضه ذلك من التزام بمنتهى السرية في كل ما يكلف به العضو أو يقع في حوزته من معلومات بحيث أن لا يبلغ به احد أو يلمح به لأي شخص كان حتى أقرب الناس إليه خارج الجهاز أما داخل الجهاز فقد يكون ذلك في حدود ما يفرضه واجب المهنة أو ضرورات العمل و التسلسل الإداري في هذا الجهاز،وأن يكون هناك حرص تام على تداول المستندات المهمة ذات القيمة والمصلحة للعمل والمحافظة على سريتها .

وكذلك أهمية بث روح الوعي الأمني بين أبناء المجتمع لحماية الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على الغير للإستفادة من أية معلومة تمس أمن المجتمع وتعطي فرصة للأعداء من الأجهزة الأمنية المعادية لإلتقاطها والإستفادة منها .

ثالثا : الجدية في العمل وتقدير المستولية

هنا يجب أن ننوه على الأهمية القصوى للجدية في العمل وتقدير المسئولية حق قدرها وإعطاء العمل حقه والالتزام بالضبط والربط لأنه أساس العمل ويعبر عن الفهم والاستيعاب والإحساس بقيمة العمل وطبيعته،وباعتباره يتطلب الاستمرارية وتحمل المشاق وفي ذات الوقت يتطلب الاستعداد له باستمرار خلال 24ساعة مما يجعله مختلفاَ اختلافاَ جوهرياً عن أية وظيفة أخرى حيث اشتقت كلمة الضابط من أقصى معاني الضبط والربط وتعني إن الضابط هو الذي يضبط نفسه في أداء الواجب والالتزام بمواقيت العمل واحترام رؤسائه وزملائه ويحسن معاملتهم في إطار الواجبات المكلف بها وبما يحقق الأهداف السامية التي تعمل من أجلها وهو ما يؤكد إن الانضباط والالتزام مطلوب وبإلحاح انطلاقا من ضرورات المصلحة العامة التي يحرص كل الأعضاء على تحقيقها وحمايتها.

رابعا : المتابعة الجادة

يجب أن يقوم كل عضو بمتابعة كل ما يكلف به متابعة جادة ودقيقة حتى ينتهي منه،زد على ذلك الحرص على المصلحة العامة وهدفه الوصول بالعمل إلى ارفع درجات الكمال وحين تصدر تعليمات معينة لابد من متابعتها بشكل مستمر للتأكد من أدائها بالصورة المطلوبة وعلى الأخص التعليمات المستديمة التي لابد من متابعتها بشكل متابعتها باستمرار وإعطائها الأولوية في التنفيذ والمتابعة،فالتعليمات التي تصدر لابد من تنفيذها ولابد من الالتزام بمضمونها على الدوام حتى تكون لها قيمة وتتحقق المصلحة العامة ويتم ذلك بتدوينها في مذكرة ومتابعتها متابعة ملتزمة وجادة يوميا .

خامسا : الوطنية والشعور بالانتماء

يجب أن يتحلى عضو الأمن الداخلي بأقصى صفات الوطنية والرغبة التامة في أداء المهام التي توكل إليه لا يحكم سلوكه الطمع في المال أو خدمات أو مساعدات وإنما يجب أن يحكم سلوكه الشعور بالانتماء للدولة والمحافظة على شرف المهنة وعمل كل ما من شأنه الرفع من سمعة الجهاز الحساس المنتمي إليه المسئول عن الأمن السياسي ويكون في مستوى هذه المسئولية الجسيمة،ونشير إلى أنه من غير المسموح به بتاتا ارتكاب الأخطاء التي تؤثر على عمل الجهاز أو يسيء إليه ويشوه سمعته وعدم السماح لأي أحد بالتقول فيه أو الانتقاص من شأنه ودوره الهام والمتميز .

سادسا : الاندماج في المجتمع ومعرفة الناس وكسب ثقتهم والتزام الحياد

يجب الحرص على كسب ثقة الناس والاندماج في المجتمع وتوفر جملة من الصفات الضرورية التي تجعل من الضباط ضباط أمن جيدين يستطيعون تحمل مسئولياتهم بكل اقتدار وكفاءة ومن هذه الصفات (البساطة ، الخوف من الله ، العدل بين الناس ، قول كلمة الحق دون مجاملة ، ومكارم الأخلاق ) والتي بتوفرها تجعل الناس يتعاونون معه ويرتاحون إليه وبالتالي لا يتأخرون في تقديم أية معلومات إليه عن أي جريمة أو عمل مضاد أو نشاط معادي للدولة،وهناك صفة هامة يجب أن يتحلى بها العضو هي الحياد مع الجميع حتى مع أقرب الأقارب من نفسه والنزاهة والجرأة والصدق في أداء الواجب دون التأثر بالانتماء القبلي أو الوساطة والمحسوبية وعدم الظلم بان لا يظلم أحداً ويكون دائماً مع الحق ومع المظلوم .

النشاط المتطرف

هنا يجب أن ننتبه إلى الخطورة التي يمثلها أحد النشاطات الهدامة لكل المجتمعات المسلمة ألا وهو النشاط المتطرف، فيجب مكافحة الزندقة بشتى الوسائل واعتبار ذلك في مقدمة مهام الجهاز نظرا للخطورة التي يمثلها على كيان المجتمع الليبي ويهدد بشكل كبير الجبهة الداخلية والرصد البشري الكبير للمجتمع لأنه يستهدف أهم شريحة منه وهي شريحة الشباب التي يقع عليها تحمل أعباء المستقبل ومواصلة مسيرة البناء والانجاز والانتصار للحرية والتقدم .

وهذا النشاط الهدام يدخل ضمن المؤامرات الخبيثة التي تنفذها دوائر مخابرات خارجية بالتعاون مع الخونة بالداخل لضرب المعتقدات الإسلامية باعتبار الدين جانب حساس للمسلمين وتدمير الدين الإسلامي من الداخل واستغلال هذا الجانب الحساس لخلق التوتر ونشر الإرهاب داخل المجتمعات الإسلامية ومحاولة السيطرة على الشعوب الإسلامية وتركيع الأنظمة وإخضاعها لرغباتهم .

والنشاط الزندقي الارهابي الخطير يستهدف بالدرجة الأولى استقطاب الشباب باستغلال صغار السن منهم أو المنحرفين والعاطلين عن العمل حيث يتم استقطابهم والتغرير بهم بالانخراط في مجموعات لتلقي أفكارهم الهدامة ودعمهم ماديا لتنفيذ مخططاتهم وذلك عن طريق التظاهر بالفهم الصحيح للإسلام وتلاوة القرآن وتلقي الدروس الدينية ثم يتم تمرير ما يرغبون في تمريره لأذهان الشباب القصر أو المنحرفين حتى يتم تهيئتهم وتعبئتهم لضرب المجتمع من الداخل تنفيذا لمخططاتهم في الوصول إلى السلطة من خلال استلال الدين كستار .

ويجب على عضو الأمن الداخلي أن يعطي مسألة مكافحة النشاط الزندقي الأولوية في مهامه وتتبع ورصد تحركاتهم والإحاطة التامة بأساليبهم ودسائسهم عن طريق معرفة أفكارهم ومنطلقاتهم وبرامجهم وكتبهم ونشراتهم وأهدافهم ونواياهم الهدامة،ومن هنا نرى إن ذلك يضع مسئوليات إضافية على عاتق ضباط الأمن الداخلي نظرا لان النشاط الزندقي الهدام قد تغلغل بشكل كبير في ليبيا والبلدان المجاورة لها ونظرا لاستغلال هذه الجماعات المتطرفة تحت أي مسمى للحدود المفتوحة في التنقل من وإلى ليبيا فأن ذلك يضع على عاتقهم مسئولية حماية المجتمع من شرورهم ونشاطهم الهدام والاحتياط للحد من استغلال هذا الظرف من قبل المخابرات الخارجية لتمرير مخططاتهم وأهدافهم من خلال عناصر النشاط الزندقي المتطرف .

المصادر

في هذا الصدد يجب أن ننوه إلى أهمية البحث عن المصادر والمرشدين كعنصر مساعد لتجميع المعلومات الصحيحة والقيمة على أن يكون لكل عضو خمس مصادر على الأقل يتم انتقاؤهم بشكل جيد بعد تقييمهم تقييم تام ، لأن المصدر قد يكون مدسوسا بيننا من أية جهة ،فاختيار المصدر يجب أن يتم من خلال معايير معينة كالمعرفة الجيدة التامة بسلوكه وانضباطه بحيث يكون مستقيما سلوكاً وخلقاً يخاف الله ولا يظلم أحداً ويقدم المعلومة الصحيحة ولديه الرغبة والغيرة الوطنية ولا يؤدي عمله طمعا في مال أو مساعدة أو خدمات .

ويجب أن يكون لكل مصدر ملفا إنتاجياً حتى بالنسبة للضباط الجدد وتمنح المساعدات بقدر ما يعطي، فالإنتاج الذي يتضمنه الملف هو كل شيء والمزايا ستكون حسب الإنتاج الذي يقدمه الضباط وكل من يعمل يتم تقديم المكافأة إليه وتشجيعه والعبرة تكون بجوهر المعلومات المقدمة وقيمتها في العمل وليست العبرة بكثرة الأوراق والتقارير .


#فريق_البحث_الأمني_بالمركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى